حقق المنتخب المغربي فوزًا مثيرًا ومستحقًا على نظيره البلجيكي بهدفين دون رد، في واحدة من أبرز مفاجآت كأس العالم، ليُنعش آماله في التأهل إلى الدور التالي ويُسجل انتصارًا غاليًا في سجلات الكرة العربية والأفريقية.
دخل أسود الأطلس المباراة ولديهم نقطة واحدة في رصيدهم بعد التعادل في الجولة الأولى، بينما كانت التوقعات تصب لصالح المنتخب البلجيكي، الذي يُعد من أقوى المنتخبات في أوروبا والعالم، لكن رجال وليد الركراكي كانت لهم كلمة أخرى فوق أرضية الميدان.
مجريات الشوط الأول
انطلقت المواجهة وسط أجواء حماسية من الجماهير، وسيطرة واضحة من المنتخب البلجيكي في الدقائق الأولى، حيث ضغط بقوة واعتمد على الكرات العرضية والتسديد من خارج المنطقة. ورد المغرب بدفاع منظم ومحاولات سريعة في الهجوم المرتد.
في الدقيقة 33، كاد أشرف حكيمي أن يفتتح التسجيل بتسديدة قوية علت العارضة بقليل. وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقة، نفذ حكيم زياش ركلة حرة مباشرة أسكنها الشباك، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل على رومان سايس بعد العودة إلى تقنية الفيديو. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني.. تفوق مغربي وتسجيل هدفين
مع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب البلجيكي الضغط، واقترب من التسجيل عبر إدين هازارد الذي راوغ وسدد كرة قوية تصدى لها الحارس المغربي منير المحمدي ببراعة.
المغرب لم يكتف بالدفاع، بل بدأ في تشكيل خطورة حقيقية عبر الأطراف، وكان سفيان بوفال قريبًا من التسجيل بعد تسديدة مرت بجوار القائم.
وفي الدقيقة 73، تحصل المغرب على ركلة حرة قريبة من الراية الركنية، نفذها عبد الحميد صابيري بخدعة ذكية مباشرة نحو المرمى، لتفاجئ الحارس كورتوا وتسكن الشباك معلنة عن هدف أول للمغرب وسط فرحة كبيرة من الجماهير.
واصل المغرب استغلال الحالة المعنوية المرتفعة، وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، سجل زكريا أبو خلال الهدف الثاني بعد تمريرة رائعة داخل منطقة الجزاء، ليؤكد فوز المغرب على بلجيكا بهدفين دون رد.
الأداء التاريخي للمغرب
بهذا الفوز، ارتفع رصيد المغرب إلى 4 نقاط، مقتربًا من التأهل إلى دور الـ16، بينما تجمد رصيد بلجيكا عند 3 نقاط. هذا الانتصار هو الأول للمغرب على بلجيكا في نهائيات كأس العالم، والثاني في تاريخ مواجهات المنتخبين، بعد الفوز في مباراة ودية سابقة.
مقارنة مع المواجهات السابقة
في تاريخ المواجهات السابقة، فازت بلجيكا على المغرب في كأس العالم عام 1994، بينما تفوق المغرب ودياً عام 2008. لكن هذه المباراة أعادت رسم التاريخ، حيث أصبح المغرب أول منتخب أفريقي يفوز على بلجيكا في بطولة كأس العالم.
توقعات لم تكن دقيقة
رغم أن التوقعات قبل المباراة كانت تميل إلى فوز بلجيكا بنسبة 50% مقابل 22% فقط للمغرب، فإن الأداء على أرضية الملعب أثبت عكس ذلك، حيث لعب المنتخب المغربي بروح قتالية وتنظيم كبير، ونجح في إسقاط منتخب مصنف من الكبار.
القنوات الناقلة وتغطية إعلامية واسعة
حظيت المباراة بتغطية إعلامية ضخمة، وتم بثها عبر قنوات رياضية عربية كبرى، ما ساهم في متابعة جماهيرية واسعة من مختلف الدول العربية التي تفاعلت بقوة مع فوز المنتخب المغربي.
هذا الانتصار يُعد خطوة كبيرة للمغرب في مشواره بكأس العالم، ويمنح اللاعبين والجماهير ثقة كبيرة لمواصلة التحدي وتحقيق إنجاز جديد للكرة العربية.
