بعد تجربتي للعديد من الساعات الذكية، أستطيع القول إن ساعة آبل ووتش سيريز 10 أصبحت واحدة من المفضلة لدي، وذلك لعدة أسباب تجعلها تبرز بوضوح بين منافسيها.
بدايةً، فإن التصميم الخفيف والنحيف للساعة يُعد من أبرز ما يميزها. الإصدار بقياس 46 ملم متوفر حالياً في الأسواق، وهو يتمتع بهيكل رفيع بسُمك 9.7 ملم فقط، مقارنة بسماكة 14.4 ملم في ساعة آبل ووتش ألترا 2. هذا الفارق يجعلها أكثر راحة على المعصم، وخاصة عند النوم، حيث كانت ألترا 2 تبدو ضخمة ومزعجة خلال الليل.
ورغم أنني أميل عادة إلى الساعات الأكبر حجماً والمصممة للأنشطة الخارجية مثل الجري والتسلق وصيد السمك، إلا أن تصميم سيريز 10 أجبرني على إعادة النظر. فقد أثار إعجابي عند الإعلان عنها في سبتمبر 2024، خصوصاً بفضل شاشتها الأكبر وإطارها النحيف مقارنة بالنماذج السابقة.
بمجرد تشغيل الساعة وتوصيلها بهاتفي وربطها بمعصمي، أذهلني مدى رشاقتها. من الناحية الهندسية، من المدهش كيف تمكنت آبل من تضمين كل هذه الحساسات والتقنيات والبطارية وهوائيات الاتصال في هيكل بهذا الحجم الصغير.
الميزة التي لفتت انتباهي بشكل خاص هي تتبع النوم المتقدم. الساعة تستخدم مقياس التسارع لرصد الانقطاعات في التنفس أثناء النوم، وهو ما قد يشير إلى علامات محتملة لانقطاع النفس النومي. وعلى الرغم من عدم وجود تطبيق مخصص لهذا الغرض، فإن تطبيق Apple Health يعرض هذه الاضطرابات ضمن قسم التنفس، ويحللها بخوارزمية تنبه المستخدم في حال اكتشاف مؤشرات غير طبيعية يمكن مناقشتها لاحقاً مع الطبيب.
وبالنسبة لشاشة العرض، فإن الإصدار بقياس 46 ملم يتميز بحواف أقل وشاشة OLED واسعة الزاوية، ما يجعل قراءة البيانات على الشاشة أسهل حتى عند النظر إليها من زوايا مختلفة — وهو أمر عملي جداً للاستخدام السريع أثناء اليوم.
ومع ذلك، واجهت بعض التحفظات. فعمر البطارية، رغم التحسينات في سرعة الشحن، لا يضاهي ساعة ألترا 2. سيريز 10 تحتاج إلى شحن يومي، لكنها تدعم الآن الشحن السريع، حيث يمكن الوصول إلى 80% من الطاقة خلال 30 دقيقة فقط، أو الحصول على 8 ساعات استخدام من شحن لمدة 15 دقيقة. شخصياً، أصبحت أشحن الساعة أثناء الاستعداد للخروج صباحاً، وهو ما يكفي ليوم كامل من الاستخدام.
لكن، وعلى الرغم من إعجابي الكبير بسيريز 10، ما زلت أُفضل استخدام ساعة آبل ووتش ألترا 2، وذلك لثلاثة أسباب رئيسية:
1. التصميم القوي: أقوم بالكثير من الأنشطة الخارجية، مثل الجري وركوب الدراجات وصيد الأسماك، مما يجعلني بحاجة إلى ساعة تتحمل الصدمات. ألترا 2 تأتي بهيكل من التيتانيوم يوفّر حماية ممتازة لزجاج الياقوت، بالإضافة إلى حماية الأزرار الجانبية والتاج الرقمي. كما أنني أعتمد كثيراً على زر Action لتشغيل المصباح اليدوي بسرعة، وهو ما أفتقده في سيريز 10.
2. صفارة الإنذار: مع تقدمي في السن، أصبحت أستمتع بالأنشطة الخارجية بمفردي. وجود ميزة الصفارة في ألترا 2 يمنحني شعوراً بالأمان، خصوصاً بعد أن تعرضت سابقاً للسقوط أثناء الركض أو ركوب الدراجة.
3. دقة البدء وواجهة الوضع الليلي: من أكثر ما يزعجني في ساعات اللياقة البدنية هو العد التنازلي الإجباري قبل بدء التمارين. للأسف، صادفت هذه المشكلة مع سيريز 10 في أول تجربة للجري. في المقابل، ألترا 2 توفر خيار بدء دقيق مع GPS، ما يتيح لي الاستعداد الكامل قبل الانطلاق.
في الختام، يمكن القول إن آبل ووتش سيريز 10 تمثل خياراً رائعاً لمن يبحث عن ساعة أنيقة وخفيفة مع ميزات متطورة، خاصة في تتبع النوم. لكنها قد لا تكون الأنسب لمن يحتاج إلى أداء أقوى وتحمل أعلى في البيئات القاسية.