أعلنت شركة مايكروسوفت عن إطلاق مجموعة من التحديثات الهامة التي تستهدف كلاً من تجربة المستخدم العادي وأمن الشركات، حيث قدمت وضع “Copilot” بشكل رسمي في متصفح “إيدج” (Edge)، وفي الوقت نفسه، تستعد لتعزيز إجراءات الأمان في نظام “Microsoft Entra ID” خلال شهر نوفمبر المقبل.
“Copilot” يحول تجربة التصفح في إيدج
ينضم متصفح “إيدج” رسمياً إلى موجة المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع إطلاق وضع “Copilot” الجديد. هذا الوضع، الذي أُعلن عنه لأول مرة في يوليو، يحول المساعد الذكي إلى بوابتك الأساسية للويب. فمع كل علامة تبويب جديدة، تُفتح نافذة دردشة تتيح لك إما طرح الأسئلة، أو إجراء بحث، أو إدخال عنوان URL مباشرة.
يربط هذا الوضع المساعد الذكي “Copilot” بشكل وثيق بالمتصفح، جامعاً بين الردود المُولدة بالذكاء الاصطناعي ونتائج البحث والتصفح في نافذة واحدة.
قدرات متقدمة وإجراءات تلقائية
من أبرز ميزات الوضع الجديد هو قدرته على استخلاص المعلومات من جميع علامات التبويب المفتوحة لديك، وليس فقط علامة التبويب الحالية. يتيح ذلك للمستخدمين أن يطلبوا من “Copilot” تلخيص المعلومات في كل النوافذ المفتوحة أو إجراء مقارنات بين منتجات في علامات تبويب مختلفة.
ورغم أن مايكروسوفت أطلقت هذا الوضع سابقاً كميزة تجريبية، إلا أنه أصبح متاحاً للجميع الآن، إلى جانب ميزات جديدة في معاينة محدودة. تشمل هذه الميزات “إجراءات Copilot” (Copilot Actions) التي يمكنها تنفيذ مهام بالنيابة عنك، مثل إلغاء الاشتراك في رسائل البريد الإلكتروني التسويقية أو حجز موعد في مطعم.
تحديات الموثوقية في المرحلة التجريبية
كما هو الحال مع متصفحات الذكاء الاصطناعي الأخرى، لا تزال هذه الميزات التلقائية غير موثوقة بالكامل. يعرض “Copilot” تحذيراً قبل اتخاذ أي إجراء، ينص على أن الأداة “مخصصة لأغراض البحث والتقييم” و “يمكن أن ترتكب أخطاء”.
على سبيل المثال، عند تجربة طلب حذف رسالة بريد إلكتروني، زعم “Copilot” أنه حذفها، لكنه فشل في القيام بذلك فعلياً. كما ادعى كذباً أنه أرسل بريداً إلكترونياً تم إنشاؤه مباشرة في “Gmail”. ومع ذلك، نجح المساعد في إلغاء الاشتراك من قائمة بريدية بنجاح.
وواجه “Copilot” صعوبة أيضاً في حجز موعد في مطعم “هارد روك كافيه” في نيويورك. عندما طُلب منه حجز طاولة ليوم 26 نوفمبر، أكد أنه اختار هذا التاريخ، لكن الأداة اختارت تاريخ 26 أكتوبر بدلاً من ذلك.
ميزة “الرحلات” وسجل التصفح
يمكن لوضع “Copilot” في “إيدج” الآن استخدام سجل التصفح الخاص بك لتقديم ردود أفضل، ولكن فقط إذا منحته الإذن بذلك. كما تطلق مايكروسوفت ميزة “الرحلات” (Journeys) في وضع المعاينة. وهي ميزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تنظم سجل التصفح الخاص بك في مواضيع وتقترح عليك ما تبحث عنه لاحقاً، مما يساعدك على العودة بسرعة إلى المواضيع التي تزورها بشكل متكرر.
يمكن تفعيل وضع “Copilot” عن طريق تحميل متصفح “إيدج” وتفعيل الخيار من موقع مايكروسوفت.
تعزيز الأمان: تحكم دقيق في “Microsoft Entra ID”
بالتوازي مع تحديثات تجربة المستخدم، تستعد مايكروسوفت لتوسيع سياسة أساليب المصادقة باستخدام “مفتاح المرور” (Passkey – FIDO2) في “Microsoft Entra ID” الشهر المقبل. ستقدم المعاينة العامة القادمة دعماً لـ “ملفات تعريف مفاتيح المرور” (passkey profiles) التي تتيح ضوابط مصادقة دقيقة وقائمة على المجموعات داخل المؤسسات.
حاليًا، يسمح “Microsoft Entra ID” للمسؤولين بإدارة إعدادات المصادقة بمفتاح المرور على مستوى “المستأجر” (tenant-wide) بالكامل، مما يعني أن نفس الإعدادات تنطبق على جميع المستخدمين في المؤسسة.
كيف تحسن ملفات التعريف الجديدة إدارة المصادقة؟
وفقاً لمايكروسوفت، ستسمح الميزة الجديدة للمؤسسات بإنشاء وإدارة ما يصل إلى عشرة ملفات تعريف مميزة لمفاتيح المرور ضمن “المستأجر” الواحد. هذا التغيير سيمنح تحكماً أكثر دقة، مما يسمح للمسؤولين بتحديد قواعد مختلفة لمجموعات مستخدمين مختلفة. على سبيل المثال، سيتمكن المسؤولون من تفعيل أنواع معينة من مفاتيح المرور للمديرين التنفيذيين مع تطبيق ضوابط أكثر صرامة على موظفي تكنولوجيا المعلومات.
التفاصيل الفنية والتداعيات الأمنية
أوضحت الشركة: “كجزء من هذا التحديث في نوفمبر 2025، إذا تم تعطيل خيار “فرض التصديق” (Enforce attestation)، فسنبدأ في قبول مزودي مفاتيح الأمان أو مفاتيح المرور باستخدام بيانات تصديق معينة، مما سيسمح بقبول نطاق أوسع من مفاتيح الأمان ومزودي مفاتيح المرور للتسجيل والمصادقة.”
تخطط مايكروسوفت لبدء طرح هذا التحديث في معاينة عامة في أوائل نوفمبر 2025.
على الرغم من أن هذا التغيير يوفر مرونة أكبر، إلا أن له تداعيات أمنية محتملة. إذا تم تعطيل خيار “فرض التصديق”، سيبدأ “Entra ID” في قبول نطاق أوسع من مفاتيح المرور، بما في ذلك تلك التي تحتوي على بيانات تصديق بسيطة أو عامة. قد يؤدي هذا التغيير إلى تقليل صرامة ضوابط المصادقة، مما قد يسمح باستخدام مفاتيح مرور أقل أماناً أو غير مُحقَق منها، وهو ما يمثل قلقاً للبيئات المؤسسية التي تتطلب مستويات عالية من الأمان.